1 ديسمبر 2008

الفلاح المصرى آدمى مثلنا !!!


إنها صرخة فى مقال بالمصور فى العدد رقم 404 و أعتقد ان الصرخة يمكن إحياؤها مرة أخرى و لكن لأسباب أخرى ..

بداية .. أذكر أن فى فترة السبعينات و مع بداية الإنقلاب ضد إنجازات الحقبة الناصرية بدأت الأصوات تعلو ضد الفلاح المصرى و بعد أن كان المصرى يفتخر بأن أصله فلاح فى الحقبة السابقة ظهرت الأصوات التى تتهم الفلاح باللصوصية و اللؤم و الكسل .. و بدأت الأصوات تعلو ضد الإصلاح الزراعى مستغلين أخطاء التطبيق و بدأ التباكى على من صودرت أراضيهم لصالح الفلاح .. و لم تمر 10 سنوات إلا و بدأ الإنقلاب يأخذ شكل فعلى فبدأت مصادرة الأرض من الفلاحين و إعادتها للعائلات الإقطاعية ..

نعود مرة أخرى لنرى هل كانت الإتهامات الموجهة ضد الفلاح حق أم باطلة ؟ قد نذكر فى رسالة سابقة ذكر معدلات الفقر فى المجتمع المصرى خلال حقبة الثلاثينات .. و الأن نرى المقال يوضح لنا يعض معاناة الفلاح من السكن و شظف العيش .. بالطبع يجب أن نذكر أن الفلاح لم يكن يملك أرضا بل يعمل فيها لصالح الإقطاعى الذى الذى لا يترك للفلاح إلا فتات لفتات كما أن الفلاح كان مطالب بتوفير التقاوى و السماد للأرض فيسقط تحت رحمة من يسلفه بالربا و بعد أن ينتهى الموسم لا يبقى له ما يسد رمقه بل و قد يخرج مدينا فيتم جلده و إهانته ليدفع من دمه ما يعتبره المرابى و الإقطاعى حقا لهم و لم ينقذ الفلاح من ذلك كله إلا قوانين الإصلاح الزراعى و لكن الجدير بالذكر أن إسماعيل صدقى رئيس الوزراء السابق و الذى كان مكروها من المصريين لموقفه من دستور 1923 و موالاته للإنجليز كان يسعى خلف مشروع للإصلاح الزراعى و تحديد الملكية و كذلك زعيم حزب العمل الراحل و النائب فى البرلمان فى ذلك الوقت المهندس إبراهيم شكرى رحمه الله .. ولكن بالطبع مادام كان البرلمان يسيطر عليه كبار الملاك و الأعيان فكان من المستحيل إمرار قانون للإصلاح الزراعى أو تحديد الملكية .
8 يوليو عام 1932

يبقى أمران الحوادث التى تعبر عن سقوط الفلاح تحت براثن الإقطاعى ليفعل به ما يشاء و هى كثيرة و قد روى أبى لى حادثة منهم قام فيها المالك بتعرية إمرأة من ثوبها و تغطيسها فى برميل مملوء بالبراز ثم تجريسها فى البلدة , لأنها أكلت من غيط مملوك له و هى تسير فى الطريق و هو ما يباح فى عرف المناطق الريفية على ألا تأخذ من الغيط إلا ما تأكله و أنت فى الطريق لا أكثر ..و قبل وفاة الإقطاعى إبتلاه الله من الأمراض ما جعله يطلب السيدة و يطلب منها السماح و لكنها لم تقبل بالطبع و قيل أنه مات و قد سقط فى المرحاض .. إن الحادثة على بشاعتها و نهايتها ذات الطابع الخيالى و الله أعلم إلا أنه كان من اللازم روايتها لتكمل الصورة بجوار المقال ..

كما كان هناك طقس أخر و هو أن يخلع الفلاح مداسه إن كان يملك واحدا إذا مر أمام قصر الإقطاعى ( مجرد المرور بغض النظر عما إذا كان سيد القصر موجود أم لا ) و إذا كان الفلاح يركب حمارا فعليه النزول من عليها ..

الأمر الأخر و هو ما يجب مراجعته عن الكيفية التى حصل بها الإقطاعيون على الأرض .. و قد كان محمد على والى مصر قد إحتكر كل الأراضى لصالحه و قد إستولى عليها من كل ملاكها ثم أصبح يقتطع منها لصالح أعوانه نظير خدماتهم و هكذا كانت البداية .. أى أن قانون الإصلاح الزراعى لم يقم إلا بإعادة الأراضى المسروقة لأصحابها .

و يبقى ان نذكر حادثة إستشهاد صلاح حسين على يد عائلة الفقى الإقطاعية فى كمشيش

و أفلام
  • الأرض عن رواية عبد الرحمن الشرقاوى ( و إن كانت شخوص الرواية تملك الأرض و هو ما لم يكن شائعا )

  • الحرام عن قصة يوسف إدريس

  • المواطن مصرى عن رواية يوسف القعيد

و كتاب الصراع الإجتماعى و السياسى فى مصر لدكتور عبد العظيم رمضان من مكتبة مدبولى طبعة 1975

بالطبع لاأعتبر الروايات و الأفلام مراجع و إنما هى تسجيل لحالة الفلاح المصرى


من العدد  404  الصادر  فى  8  يوليو  عام 1932

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

تحياتى البيضاء
اتفق معك فى تلك الرؤية التى تتناول الفلاح المصرى والحقيقة أنه حتى فى العصر الفرعونى كان الفلاح مسكيناربما كان أكثر وعيا ونضجا وثقافة لكنه كان فى النهاية مسكينا

- ما اشرت له بخصوص رواية الأرض اعتقد أن ملكية قيراط أو ثلاثة كانت شائعة حول الإقطاعيات الكبرى فى كل مصر وهى بالطبع مساحات تكفل الرمق بالكاد
وهذا هو المطلوب منها

Http://badtiger50.blogspot.com

Ahmed Fawzi يقول...

شكرا على التعقيب و لكن بخصوص الفلاح فى مصر القديمة فإن الموضوع يحتاج لدراسة جادة و خاصة أن النظم كلها كانت مختلفة تماما عن كل النظم الشائعة الأن ..فلا أعتقد اننا يمكننا إطلاق الأحكام ببساطة و خاصة بعد الإنطباعات التى ترسخت بأن المصرى القديم كان يعانى من حالة سخرة مستمرة و هو ما نفته حفريات العمال بجوار اهرامات الجيزة .. لا أرغب فى أن نعطى الحياة فى مصر القديمة صورة مثالية خيالية و لكن فقط الموضوع يحتاج لدراسة .