17 يناير 2009

الإنجليز و مصر و السودان


العلاقة بين مصر و السودان على قدمها إلا أنها ملتبسة دوما ترى مصر فى السودان إمتداد لها و لمصالحها و وحدة ضرورية للبلدين فى أحسن الأحوال .. و فى المظاهرات ضد الإستعمار كان المصريون يهتفون " مصر و السودان لنا و لندرة إن أمكنا "
و يرى السودان فى مصر أحيانا شقيق له اطماع فى ثروات الشقيق و أحيانا اخرى يرون الأخ الذى يساند اخيه .. و كان من الطبيعى أن يستثمر الإستعمار الإنجليزى ذلك الإلتباس لصالحه و رأينا جانبا من ذلك فى مقال سابق و قد نرى المزيد فى ذلك المقال ..
و كنوع من النقد الذاتى لكيفية رؤية المصريين للسودان و أهله فلابد ان نعترف أن رؤيتنا للسودان قاصرة إلى حد كبير كما هى قاصرة عموما فى علاقتنا بإنتمائنا الإفريقى و العربى ..
فسنرى فى ذلك المقال نوع من التسطيح فى رؤية أهل السودان يقترب من تسطيح الدول الإستعمارية عامة فى رؤيتها للدول الأخرى و طبيعتها و لم تختلف تلك الرؤية المسطحة عموما بعد مرور كل ذلك الزمن , و كم عتب الأشقاء العرب و الأفارقة على المصريين جهلهم بحضاراتهم و ظروفهم القديمة و الحديثة و جهلهم بفنونهم و أدابهم و هو يوازى جهل الأمريكان الذى إعتدنا السخرية منه .
و إستكمالا لتسطيح الرؤية لن تخلو رؤيتنا للسودان من طرفة القبيلة التى إنقطعت صلتها بالعالم منذ الخديو إسماعيل و الخديو توفيق .. و لكن يجب أن نذكر أن فى تحقيق صحفى أجرى فى الثمانينات من القرن العشرين بمجلة العربى الكويتية عن قبيلة فى جنوب مصر لم تعرف بتغير الأحوال السياسية و تبدل الحكام و توقفت معلومات القبيلة عند عصر عبد الناصر .. أى أننا لسنا أحسن حالا من طرفة المصور المنشورة عام 1932 ... و لا يعيب ذلك القبائل المذكورة بقدر ما هو يعيب الدول التى تقع فيها تلك القبائل ..
العدد 406 22\7\1932

ليست هناك تعليقات: